فلسطين أكبر منا جميعا

سيدي القارىء . . . في وطني قد جف الزعتر , وسرق الزيتون عن أغصانه , سيدي في وطني أناس ينامون تحت الخيام ويفرشون الأرض ويتخذون السماء غطاءاً لانه وطنهم الحبيب .
أخي اعذرني أن كنت مراهقاً في أفكاري لكني متشدد ناضج في مبادئي , لأني لا أرضى أن أبيع وطني وأنشد حريته كما ينشد العاشق معشوقته وينتظرها في حنكة الليل .
عندما أكتب فأنني أنشد الحيادية ويا ليت أني أوصف بها يوماً . . وذلك لأني لا أكتب لكوفية مرقطة ولا لراية خضراء أو حمراء بل أنا أكتب فقط ولأجل فلسطين , ولأني أكتب عن جدران في زمن التوهان الا وهي جدران سجني سواء سجني الصغير أم سجني الكبير . . بكل الحالات أنا أحب سجني لأنه جزء من وطني وقطعة من أرضي , هي معشوقتي وفاتنتي قبل أن أدثر بالتراب .
الحقيقة الجلية أن وضعنا الفلسطيني الآن في الحضيض , ويا ليت أني لم أكتب الحضيض يوماً فبعد تسعة وخمسون عاماً من النضال الذي سطر أروع أيات العزة والنصر بدماء شهدائه وسجل تاريخاً جديداً على جدران التاريخ أصبحنا ويا للعار أخوة أعداء , بعد أن كنا نتقاسم قوتنا ونضالنا أصبحنا نتقاسم العار في قتالنا .
صدقاً أنا الفلسطيني حتى الآن لا أعرف أين هي فلسطين ؟! هل هي غزة أم الضفة أم أراضي الداخل الفلسطيني ؟ أم . . أم ..؟ ربما هانت علينا فلسطين أعزائي !! ورأينا دموعها فلم نتأثر .
أيتها المسكينة الثكلى أصبحت بعد أن كنتي الشريفة العفيفة أصبحتي العاهرة ومن من؟ من أطفالك الذين عندما ينامون يفترشون ترابك , صدقاً حدثوني الى أين تأخذوننا ؟ الى أي حل تبحثون عنه ؟ ألم نتعلم من أخطائنا ؟ والآن وبعد كل أخطائنا نذهب الى انابوليس لمؤتمر الخريف أي خريف تتحدثون عنه بعد أن أمطرستنا مدفعيات الأحتلال بنيرانها أي خريف تتحدثون عنه وقد أمطرنا ايهود اولمرت بالتصريحات بأن لا نتوقع شيئاً من هذا المؤتمر . . . . ألم نتجرع الويل منهم كفاكم كفاكم يا من بعتم أمكم فلسطين في أسواق النخاسة كفاكم فانكم قد ضوعتم الأمل وقتلتم السعادة وأغتصبتم الأحلام .
طبعاً وبرأيي بأن مفاوضينا يجب أن يقلدوا وسام الحماقة بجدارة , فقد أصبح جلياً أنهم قدموا التنازلات ودون مقابل . . لا لا عذراً فالمقابل في حساباتهم بسويسرا .
صدقاً أنا أدعو كل فلسطيني على تبني طريقة أخرى للنضال ندعم فيها كفاحنا المسلح ونحصد ثماره بالتفاوض السياسي , فالحق يقال أن الوضع في غزة اولضفة الآن شاهد على ما أقول فقد فشلنا فشلاً ذريعاً في تحقيق شيء على أرض الواقع يشهد لنا يومنا بأننا كنا وفيين لهذه القضية , يا سبحان الله يا أبو مازن عذراً سيدي الرئيس التعيس تفاوض من أحتل أرضك وقتل شعبك وأغتصب كرامتك ومرغ كل معاني الطهر في وطنك بالتراب ! وتأبى أن تفاوض حماس . . . عذراً يا حماس لقد أصبحتي عدوة أكثر من الأعداء , وربما وأقولها لحماس وفتح ربما أنتم نسيتم خطوطكم الحمراء ونسيتم عدوكم الحقيقي .
شئتم أم أبيتم أنتم أخوة . . فمهما كثرة أخطاء فتح أو حماس فأنكم يجب أن تخجلوا من أمكم فلسطين . .

وكلمة أخيرة للمفاوض الفلسطيني في انابوليس عزيزي أخجل . . أخجل من نفسك .

» من المسؤول عن ضياع فلسطين ؟!؟!
» أكبر مكتبة ماسنجر -- ماسنجريات منوعة