عاشق سراب الحب
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.



 
دخولالرئيسيةأحدث الصورالتسجيل
دخول
اسم العضو:
كلمة السر:
ادخلني بشكل آلي عند زيارتي مرة اخرى: 
:: لقد نسيت كلمة السر
يوليو 2024
الأحدالإثنينالثلاثاءالأربعاءالخميسالجمعةالسبت
 123456
78910111213
14151617181920
21222324252627
28293031   
اليوميةاليومية
المواضيع الأخيرة
» ●[ نـ ح ـب بـ صمت ونوآجة جنون آلشوق ونعآإني ]]~
رجوع... وجسر دامية Icon_minitime1الخميس 25 فبراير 2021 - 1:11 من طرف عزيز الروح

» دورات للشباب والبنات في مجال الطيران
رجوع... وجسر دامية Icon_minitime1الخميس 6 مارس 2014 - 14:36 من طرف حياااة الرووح

» أوراق صامتة
رجوع... وجسر دامية Icon_minitime1الثلاثاء 24 يوليو 2012 - 16:06 من طرف darine

» 80 بالمائة من أمراض القلب والدورة الدموية يمكن تجنبه
رجوع... وجسر دامية Icon_minitime1الأحد 1 مارس 2009 - 3:25 من طرف jungar

» النحت على قشور البيض
رجوع... وجسر دامية Icon_minitime1الأحد 1 مارس 2009 - 3:03 من طرف jungar

» Paroles de Here I Am
رجوع... وجسر دامية Icon_minitime1الثلاثاء 24 فبراير 2009 - 11:45 من طرف darine

» Paroles de (everything I Do) I Do It For You
رجوع... وجسر دامية Icon_minitime1الثلاثاء 24 فبراير 2009 - 11:42 من طرف darine

» Paroles de Never Forget You
رجوع... وجسر دامية Icon_minitime1الثلاثاء 24 فبراير 2009 - 11:35 من طرف darine

» Paroles de I Wish You Well
رجوع... وجسر دامية Icon_minitime1الثلاثاء 24 فبراير 2009 - 11:33 من طرف darine

بحـث
 
 

نتائج البحث
 
Rechercher بحث متقدم

 

 رجوع... وجسر دامية

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
darine

darine


انثى
عدد الرسائل : 137
العمر : 40
smss :


My SMS


تاريخ التسجيل : 16/09/2008

رجوع... وجسر دامية Empty
مُساهمةموضوع: رجوع... وجسر دامية   رجوع... وجسر دامية Icon_minitime1الثلاثاء 10 فبراير 2009 - 11:03

رجوع... وجسر دامية
تسمع الصمت القاسي من حولها يتحطم... ملايين القطع الزجاجية الحادة تمزق قلبها... ليكن، لعل هذا يخلصها من الضغط الرهيب الذي يثقل صدرها ويخفف من حدة الأفكار الشرسة المهاجمة باستمرار. شيء ما في أعماق عقلها يصرخ وعملية إصغائها أضحت جزءاً من محنة حياتها اليومية، لم تعد تستطيع أن تفلت من هذا الإسار وهي دائماً في عذاب لا ينقص.‏
الليل... وقلقها... وكل ما يثقلها من ماضٍ مثخن بالجراح يستمر في حصارها. في أزقة المدينة تتشرد. عيناها مفتوحتان على رؤيا غريبة. لماذا؟ لماذا تري أن تخبئ في أهدابها شوارع المدينة وجدرانها وزواياها وحجارة أرصفتها؟ لماذا تشع المدينة في أعماقها مثل جمرة؟ لماذا؟ لماذا تلتقط بأنفاسها وشفتيها كل نسمة وكل نأمة؟ ماذا يعني كل ذلك؟ هل تعذيبها لنفسها يتصور ذلك الخاطر الفظيع (سقوط المدينة) يغير من الأمور شيئاً؟ ألا تكف عن هذا التعذيب؟ ألا تكف عن هذا التفكير؟ لا... إن هذا أكثر راحة... أكثر صميمية وواقعية... أكثر صدقاً من طوفان الوهم الذي يغرق فيه الكثيرون.‏
[size=12]وجه صديقها أمامها مثل بناء عتيق. فوق ملامحه خطوط لامبالاة منتصرة. صديقها يخرج من مقهى (الحديقة) على صفة بردى مثل ضفدع تمتلئ بالنقيق. سوف يحدثها عن أشياء كثيرة وسوف يمضغ الأفكار مع الكلمات ولا يصل إلى رأسها من كل ذلك أي شيء. لا شك أنهم في هذه الليلة بالذات قد ضجوا وارتفع نقاشهم وازداد توترهم أكثر. الليلة: وصل مبعوث الأمم المتحدة إلى الأراضي العربية... الليلة اجتماع لرؤساء العرب وآخر لمجلس الأمن. الليلة مؤتمرات وقرارات ووفود هنا ووفود هناك. أف متى سينتهي صديقها من محادثتها بمثل هذا؟ متى سيكف عن تفاهات المثقفين وحجج المغلوبين المنهزمين؟ متى سينتهي من أن يكون بوقا؟‏
[size=12]ليته خرج بالأمس مع جماعة مقهاه إلى خيام النازحين حيث كانت... ليته مد يده بغطاء نحو مقرور... ليته رأى إلى الريح تجرف أمواج البشر نحو الدمار والهلاك والفزع... ليته لمس مخازي الإنسانية فوق حفر الوحل وعلى أفواه التعساء والجائعين ولن يكون بحاجة أبداً لكي يقرأها وراء القرارات وبيان المؤتمرات وتصريحات القادة والزعماء. ليته رمى نظرة واحدة إلى (رجوع) وهي تسير نحو مصيرها الضائع مثل نعجة تساق قرباناً لرد الزوابع والشر.‏
[size=12]هذا صديقها أمامها. كأنما الأرض انشقت عنه. تحدق به بذهول. وجهه يرميها في مؤامرة تفاهته. كلماته تتساقط رخوة مبعثرة تملأ أذنيها المشوشتين.‏
[size=12]ـ لم لا تذهب للسهرة؟‏
[size=12]ـ للسهرة؟ أي سهرة؟ فقدت رغبتي في كل السهرات. وهذه الليلة بالذات أنا لا أطيق شيئاً... أنا أتمزق.‏
[size=12]ـ ولم؟ هل في هذه الليلة من جديد؟ هيا... تعالي. لا تكوني سخيفة. سنذهب إلى (الكهف) هناك أصدقاء لنا وستمرحين قليلاً.‏
[size=12]ـ لا أريد أن أمرح. أرجوك. أصبحت أبغض هذا المرح المفتعل الزائف. في لهونا تجاهل فاضح لكل ما هو جدي وفي سهرنا خزي لنا. من أذرعهم... وأرجلهم... وجباههم ينقط العار أولئك الذين يرقصون ويشربون ويمرحون. لو أن شيئاً ما حقيقياً يحمل لي معنى الفرح لرقصت هنا... في الطرقات.. وعلى أرصفة الشوارع ولعانقت أناساً لا أعرفهم.‏
[size=12]ـ ولكن... تتحدثين كما لو أننا في ساحة قتال، أو كما لو كنا وحدنا المسؤولين عن الحرب. القضية أعمق... لا يكفي أن نحتج ونصرح أو نضرب عن مطالب حياتنا اليومية. هناك ميزان للقوى... يجب تجميع الجهود. يجب...‏
[size=12]ـ يجب ماذا أيضاً؟ مسؤولية الجماعة يا صديقي لا تنفي مسؤولية الفرد. وكل منا مدان. لا شيء يجعلني أكثر شعوراً بالذنب من رؤية أولئك الأطفال... أطفال النازحين. نحن مسؤولون عن مستقبلهم ومصيرهم تماماً كما كنا مسؤولين عن ضياعهم، لم يعد لي القدرة على مواجهتهم أناس بلا أرض، بلا وجه حقيقي للإنسان. لم يعد لي القدرة على مواجهة العذاب والخيبة والمرارة. سخط عنيف يكبر في داخلي يهزأ من كل ما فعلت ومن عملي وثقافتي وجميع ما أحمل من مناقشات وأفكار ونتائج موضوعية وغير موضوعية. أشعر أننا معهم مهزومون.. ممسوخون... نسير في صحراء ونحن نجر قيودنا الذليلة.‏
[size=12]ويلح صوت صديقها مثل ذبابة:‏
[size=12]ـ اتركي السياسة يا عزيزتي. أتركيها فما أراها تصلح لك ولا لأي امرأة.‏
[size=12]بغيظ مختنق تتفجر:‏
[size=12]ـ وهل السياسة ملك لفئة أو لقادة أو زعماء؟ هي ملك الناس... كل الناس. ثم إن ما أقوله ليس سياسة بل هو حق كيان... حق مصير...‏
[size=12]ويضحك صديقها ضحكة باهتة...‏
[size=12]ـ إذن فأنت منذ الليلة ثائرة ولا ككل الثوار. سنرى. ولكن تعالي الآن. لك معي هدية رائعة. أتهربين؟ لا تهربي...‏
[size=12]ولكنها تهرب.‏
[size=12]في الشارع المعتم تسرع الخطى... نداء صديقها يلاحقها... تصم أذنيها. كل شيء حولها لا يحمل معناه. هي ورفيقها والطرقات ميتون. مقبرة الخنوع يجب أن ترعد بالغضب وتمطر الحنق والسخط. لن تراه بعد اليوم، أسطورة أخرى تحطمت. تفك أغلاله من عنقها. كم من أساطير تحيا في عظامها وتود لو تتخلص منها. هو الآخر مزيف. نضاله لا يتخطى حدود المقهى والثرثرة والجدل الفارغين. أسراب رسائل تطير حولها. رسائل صادقة وكاذبة. لن تكتب له حرفاً واحداً بعد الآن. رونق بيانه لن يسحرها. لقد انتهى من نفسها نهاية عقيمة فاشلة، بل ومضحكة أيضاً. سوف تذهب إلى (رجوع). وعدته أن تعود الليلة ومعها أخبار عن الفدائيين. ولكن من أين تأتي بالأخبار؟ لم تقدر أن تتعرف إلى أحد يعطيها نقطة من حقيقة. في المخيم تركتها بالأمس... (رجوع) ذات الصور المكسور كغصن محطم والعينين النابعتين بالألم. (رجوع) الصامتة المحملة بهموم العالم ومآسيه وأشجانه.‏
[size=12](رجوع) التي عدت من سنيها سبعة عشر ربيعاً وما عرفت أي ربيع. بالأمس فوجئت بالتحاقها بالمخيم فلامتها على ذلك بعد أن تهيأت لها فرصة مدرسة داخلية. هتفت باكية وهي تقول:‏
[size=12]ـ أنا أريد أن ألتحق بهم في المخيم. إنهم أهلي يا سيدتي ومكاني الحقيقي بينهم لا هنا، لقد تعلمت ما فيه الكفاية لأمثالي ونضالنا نحن أبناء النكبتين يجب أن يكون هناك في خط النار وأنا أرفض أن تحتويني جدران غريبة وسقوف غريبة.‏
[size=12]وبصوت فيه الأسى رددت عليها:‏
[size=12]ـ ولكن السماء التي تظلك ليست غريبة يا رجوع. في وطنك... ما الفرق بين قرية أمامية وبين العاصمة؟‏
[size=12]ـ سوريا وطني. صحيح، ومسقط رأسي ولا فرق بين قرى الحدود وبين دمشق ولكنني فلسطينية. أنسيت أنني فلسطينية أم جرحنا الجديد قد محا جراحنا الماضية، أنا لا أريد أن أفارق الكارثة الجديدة... لا أريد أن أعتقد ولو للحظة أنه لم يحدث شيء.‏
[size=12]ـ والمدرسة يا رجوع... ومستقبلك؟‏
[size=12]ـ أهكذا ترينني؟ كأي فتاةٍ في وضع منظم مستقر يهدف لمستقبل هادئ؟ أرغب أن أبكي. لا أدري. ربما الصمت أفضل. أنا لا أفكر بالمستقبل إلا من خلال الحرب. أنا أبغض كل علم ولا أحتمل أن أفتح كتاباً وأقرأ كلمة واحدة.‏
[size=12]بالأمس... كم أحست أنها أمام وجود مبعثر مضيع ومهدوم فقد كل تماسكه واستقراره. واليوم... تحس أن وجودها هي أيضاً قد أصبح مهدوماً مبعثراً بل ومضيعاً. بالأمس لم تستطع أن تثني رجوع عن عزمها وكان موقف الفتاة المتحدي يشهدها على إجرامهم جميعاً نحوها واليوم تتأطر في موقف فيه شيء من التكفير عن شعورها المؤلم بالتخلي.‏
[size=12]صوت الفتاة يحاصرها. في الشارع وحيدة. هي والصوت. تتذكر ما قالته الفتاة:‏
[size=12]ـ كنت أتعذب يا سيدتي وأنا أعرف أن خطيبي وابن عمي مع الفدائيين بينما أعيش أنا حياة اعتيادية. هل يتعرض للموت في المغاور والخنادق وبين الأسلاك المكهربة وخطوط النار وأبقى أنا مسمرة كدمية بلهاء فوق المقعد الخشبي ووراء جدران المدرسة الحجرية؟ كنت أتعذب... وأشعر أنه لن يحبني كما كان يفعل... ولن يحترمني كما كان يفعل... ولما ودعته آخر مرة وقلت له إنني سألتحق بالمخيم لأوسع دائرة الفدائيين نظر إلي نظرة عتب طويلة كأنما يقول لي: تأخرت...‏
[size=12]ومن أجل كل هذا أنا اليوم في المخيم وغداً مع الفدائيين. صوت الفتاة يعود واهناً:‏
[size=12]ـ لم يعرف أنني هنا. لا أحد يعرف بعد أنني في المخيم. ولكنني أرسلت له رسالة بالراديو. سوف يسمعها مع أغنية الرجوع إذا لم يكن في غارة ضمن الأرض المحتلة. بالمناسبة أنا لا أملك جهاز راديو، هل لك أن تأتيني براديو معك؟‏
[size=12](رجوع)... وجهاز الراديو... والمخيم... وأخبار الفدائيين. لم يبق إلا خطاها التي تقودها رغماً عنها. تسرع. ألوف العواطف والأحاسيس يزخر بها صدرها تتأرجح بين انتكاسات رهيبة، هي وتر من أوتار القصة وهي صمت أخرس. هي شمس تملأ الوجوه وهي ظل. هي كل شيء وهي لا شيء.‏
[size=12]كل ما حولها يحمل معنى السؤال الكبير (لماذا) السؤال الذي كاد يغلق رأسها يوم مات (الياس) جريح النابالم. لماذا؟ لماذا سيموتون ويتشردون وتترمل النساء وتنبع عيون الأطفال بالألم... لمَ كل ذلك إذا لم تتصاعد قضيتهم؟ ومن هي إن لم تكن خيطاً في القضية؟ إن لم تكن هذا التمرد الجامح وهذا الغضب الساخط الناقم يمتد فوق الليل الأسود.‏
[size=12]ظلها يرسم على الأرض شبحاً عنيداً متطاولاً إلى ما لا نهاية. الريح تزمجر. في ثنايا معطفها السميك تختبئ. الريح تدفعها إلى وراء. تشد يدها فوق الراديو. تتحسس ما بين أصابعها. يداها إذن ملطختان. لن تغسلهما إلا العاصفة. العاصفة تحملها نحو المجهول... في المدينة تسير بلا مدينة، بلا شوارع ودكاكين... بلا غرف وصحون وأسرة. تتهاوى الأبنية أمام عينيها مثل دمى ورقية.‏
[size=12]كم من المخدوعين يتسربون منها. لو أن أحداً ينضم إلى موكبها المتفرد الحزين. لو أن يداً واحدة تتأبط ذراعها بثقة وحزم إذن لمشت. بقضيتها إلى آخر الأرض ولزرعتها في كل الصدور والشفاه والعيون ولرسمت مع كل خطوة إيماناً جديداً بالنصر. لنفسها تهمس:‏
[size=12]لن أفر، الليل قاس ووحشي، الليل ذئب أسود مخملي، الليل يريد أن يفترسني ولكنني سأصل إلى (رجوع) وسأشعل في لقائها عزمي وأبارك دربها. ولو تخاذلت فسأعطيها الراديو على الأقل. أي (رجوع). أي صغيرتي.... ما أشرس ليلك وأقساه أي (رجوع).‏
[size=12]أيها الغصن المكسور كيف ستصمدين للعاصفة؟ أي (رجوع) أيتها الضحية البريئة ما أشق دربك.‏
[size=12]قرب منتصف الليل تصل وتمسح عن رأس رجوع مهانة حاضر وبؤس ضياع ومرارة خدعة. آثار عدوان هنا... فوق الحياة الباردة، في العيون المخذولة، وعلى الشفاه التي يبس منها النداء.‏
[size=12](رجوع) مزروعة مع العاصفة أمام الخيمة. لا تشعر باقترابها منها. خطوتها تلتصق بالأرض، ترمي بجسدها المتعب إلى جانبها كومة متثاقلة متشنجة. لا تقوى على أن تسألها أي سؤال، لم تأت لها بأي خبر ولكن الراديو يدوي بأكثر من خبر: هجوم ستة من الفدائيين على جسر دامية. معركة بين الفدائيين وبين قوات العدو تستخدم فيها الرشاشات والمدافع. العدو يحشد قوة كبيرة. الفدائيون يقاتلون ببسالة. ستة فقط ولكنهم قاتلوا كفرقة كاملة. لم يستسلموا حتى قتلوا... موتهم كان حماية لرفاقهم.‏
[size=12]العاصفة تصفر في المخيم وفي أذنيها ووراء المذياع. الأصوات تختلط... المحطات مشوشة... أصابعها جامدة فوق الإبرة... تضيع معالم الأصوات... أصابعها ترتعش. إبرة الراديو تنزلق كما لو أن يد شيطان تلعب بها. لا تكاد تستقر فوق محطة. ذبذبات تهزأ بكل ما في عالم الوتر والغناء من تناغم وانسجام. الصوت يغيب... يغيب... يتمزق مع الأغنية يرتفع مثل غيمة، تبكي الغيمة رعداً... تهطل كلمات الحنين والعذاب وأمل الرجوع. نغم فيروزي يتمزق... ينكسر... يسمع للحظة ثم يتلاشى. الإبرة تهتز بقوة مجهولة. محطة إذاعة عربية أخرى. (هنا برنامج خاص بالرسائل والأغاني، ألف سلام وتحية وشوق، نحن بخير. أنا في المخيم. أنتظر رسالتي الثانية. أنا رجوع. أهديك أغنية الرجوع).‏
[size=12]اسمعي (رجوع)... هل تسمعين؟ إنه نداؤك... وهذه أغنيتك... الخبر المرصود على موجة الأثير... والحنين... حنين الرجوع. الصوت ينفجر... يدوي مع الرصاص وطلقات المدافع. زلزلت الأرض. النار والدمار وجسر يتحطم... وقلب رجوع يتحطم... وكل أغنيات العالم تتحطم. يتهاوى الجسر مع العاصفة وأنين المذياع... صوت المذيع يقطر بالمرارة والألم: الفدائيون تحت أنقاض الجسر الدامي. الدماء تسيل كالأنهار.‏
[size=12]المذياع يفلت من يدها، يسقط صوت فيروز إلى القاع، تنقطع أغنية الرجوع. تجمد دافئات المنى، يلف الصقيع أمل العودة. عند الجسر تدمى العيون والقلوب والجراح مرة أخرى.‏
[size=12]في الظلام تبحث عن (رجوع)... لا تكاد ترى خيمتها... ضاعت بين الخيام... الخيام الصامدة للريح... لعواصف التشرد وبطاقات التغذية ولوائح المفقودين والموتى. الخيام تصمد أيضاً لفواجع الفدائيين ولكنها سوف تهدر بالزلازل... وسوف تزحف نحو الحدود لتنسف الجسور كل الجسور وتدمر الواقع الدامي الأليم.‏
[size=12]تحدق برجوع... عيناها مرآتان سوداوان يلتمع فيهما العزم مع الدموع. وبصوت كأنه آت من غيب تهتف:‏
[size=12]ـ لم يعرف إذن أنني اليوم هنا... وغدا مع الفدائيين.‏
[size=12]ولم تعرف هي بم تجيب.‏
[size=12]وتزمجر العاصفة... من جديد.‏
[size=12]أيلول: 1967‏
[/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size][/size]
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
 
رجوع... وجسر دامية
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
عاشق سراب الحب :: المنتديات الادبيه والصور :: منتدى القصه والروايه-
انتقل الى: